هذه قصة مراة ماتت وهي ترقص ودفنت وهي ترقص
نبدا بالقصة :
كانت هناك مراة وكانت تعمل راقصة ركبت السيارة
وكشفت الغطاء عن وجهها
اصلحت من حال عباءتها وتاكدت من حقيبتها وكل ما فيها
الهاتف النقال عطرها مالها لم تنس شيء
انطلقت السيارة بهدوء نحو صالون التجميل وتجولت هي بنظرها
وقفت السيارة وقالت الراقصة للسائق ارجع الينا في الساعة 12
النساء كثير في الداخل لا باس فانا عميلة دائمة ومتميزة
لابد ان تراعي صاحبة الصالون هذا الامر والا
استقبال حافل , تبادلن الابتسامات , وذهب الخوف لن نتاخر كثيرا
هذا حمام زيتي انتظري ساعة
مجلة ازياء , عرض لبعض التسريحات
قلبت الصفحات . تنقلت بين المجلات المختلفة
مضت ساعة , ارتفع اذان المغرب , اسلمت نفسها لمصففة الشعر
صففت شعرها شعرها , غاب الاذان ومضت الصلاة !
ازالة الشعر وتنظيف البشرة , انصتت لموسيقى هادئة
تحولت لاخذ حمام مائي
ارتفع الاذان انها صلاة العشاء ! لم يتبق على الفرح سوى بضع ساعات
وضعت راسها بين يدي المصففة , اختارت التسريحة تناثر الشعر بين يديها يودعها
وداعا حزينا
القت نظرة الى المراة , لم تعرف نفسها !
ارتسمت ابتسامة على شفتيها , لن يسبقني احد
رسمت وجهها لطخته بالالوان تغيرت ملامحها
نظرت الى الساعة الواحدة القت العباءة على كتفها وبحذر شديد وضعت الغطاء على راسها
ركبت السيارة , الى المنزل بسرعة لقد تاخرت
لبست فستانها , ترعت من حيائها
بدت بطنها وسائر ظهرها انكمش الفستان على ركبتيها
دارت حول نفسها لن يغلبني احد
العيون ترقبها الكل يتاملها نظرات الاعجاب تحيط بها تقترب منها
نظرات السخط نتفر منها تغمض عينا تقززا من حالها
السفيهات يلاقنها بالتعبيرات الساخرة
وعلى انغام الموسيقى اهتز جسدها
تنوعت الاغاني وتنوعها لم يسبقها احد ولم يغلبها احد
الكل يتابعها الكل يتكلم عنها
من اين اتت بكل هذا كيف تعلمت كل هذا ؟
وكيف حفظت كل هذه الاغاني ؟
الكل لا يعرف الاجابة ولكن فجاه
توقفت عن الرقص وسقطت على الارض
ارتفع الصراخ تدافع النساء الى المسرح
نادوها فلم تجب حركوها فما تحركت
ارتفع الصراخ , حملوها , احضرو الماء
مسحوا وجهها , بكت الام والاخوات
ارتفع العويل , علا النحيب , تدخل الاب والاخ
اختلطت الامور , تحول الفرح الى حزن والضحكات الى بكاء
توقف كل شيء
البسوها , غطوا ما ظهر من جسدها
حضر الطبيب , اسمك بيدها , وضع سماعته على صدرها
ارخى راسه قليلا , انطلقت الكلمات من شفتيه
لقد ماتت , لقد ماتت
ارتفع النحيب , جرت الدموع , القت الام بجسدها على صغيرتها الجميلة
اخفى الاب وجهه بين يديه , الاخ يدافع عبراته خلاص يا امي خلاص
قامت الام مذهولة , صرخت , لقد تحركت !!!
تحولت الانظار نحوها , لقد جنت , لقد ماتت هذا ما قاله الطبيب
اسرع الاب والاخ والاخوات نحو الام
المشهد رهيب والمنظر مؤلم
سقطت الام على الارض
الاخوات فقدن السيطرة على مشاعرهن
والاخ يصرخ لا لا مستحيل
تجلد الاب , امسك بالاخ , وبلهجة حازمة اخرج الاخوات وهن يحملن امهن
حضر بعض النسوة من الاسرة , نظروا الى الميتة , ترقرقت الدموع
وضعت الكبيرة منهن يدها على راسها , انطلقت منها كلمة فضيحة فضيحة
اسرعت نحو الاب , يجب ان تستر عليها , احضروا المغسلة هنا
ادفنوها بين الصلوات , انها فضيحة , ماذا يقول الناس عنا
ارخى الاب راسه , انا لله وانا اليه راجعون
جاءت المغسلة , جهزت سرير الغسل , وضعت الاكفان وجهزت الماء
اين جثة المتوفاة ؟ !
سارت العمة امامها .فتحت الباب , الفتاة على السرير مغطاة بغطاء سميك
وبجانب السرير وقفت الام تكفكف دموعها , امسكت بورقة الوفاة
الاسم ..... العمر 18 عاما , سبب الوفاة : سكتتة قلبية
شعرت بالحزن نطقت بكلمات المواساة للجميع
كشفت الغطاء , تحول الحزن الى غضب , لماذا تركتموها على هذا الوضع
لقد تصلبت اعضاءها كيف نكفنها
الحاضرات لم يستطعن الاجابة سكتن قليلا , زاد حنق المغسلة
انبعث صوت الام ممزوجا بالبكاء , لم تكن هكذا حينما ماتت
لقد اتخذت هذا الوضع بعد لحظات من موتها
انتحبت الام بالبكاء , هذا السبب انا من فرط في تربيتها
انا من غشها , يا ويلي يا ويلي من عذاب الله , ياويل ابائنا يا ويلنا جميعا
كانت تحب الرقص والغناء فماتت , وستدفن في قبرها
يارب ارحمها يارب ارحمني يا رب اغفر لها
محاولات لاعادة جسدها الى وضعه الطبيعي , والفشل كان النتيجة
بذلت المغسلة مجهودا جبارا في تكفينها
وفي لحظة هدوء وبعيدا عن العيون , نقلت الجنازة الى المقبرة
وهناك صلى عليها الاب والاخ وبعض المقربين , نعم لقد دفنت وهي في وضع راقص
النهاية
اللهم ثبتنا عند الموت
واجعل خاتمنا اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله
اتمنى ان تكون القصة نالت اعجابكم
ولا تنسوني من الردود
تقبلوا تحياتي وودي لكم